Friday, January 15, 2010

واسع بابك ..واسع .. ع الدنيي كِلا


فى قلب كل واحد منا سؤال عن الوجود أصله ونظامه وخالقه ومصيره حتى ولو لم يبدو على واحد منا أنه ليس مشغولا فالحق أنها أسئلة بدأت معنا جميعا من هناك.. من طفولتنا .. والحق الجميل أن كل واحد منا قد أقر إجابات ما لكل سؤال واستقر إليها.. فالبوذى .. اليهودى ..المسيحى .. المسلم..اللاديني .. كل هذه الإجابات المختلفة لذات الأسئلة ..سنجدها منقسمة هى الأخرى إلى إجابات تختلف أيضا وفق جذور رؤاها المختلفة .. الله أو خالق أو موجدالكون فى الحقيقه ليس واحدا لدى البشر بل ولدى أصحاب الإجابات الواحدة المتفرعه إلى مذاهب وشيع وأحزاب
البنت التى ابتكرت التسريحات الجميلة لشعرها فى يوم وتاريخ وزمن مر من هنا كانت تؤمن بالله أيا كان دينها بل ومذهبها ..المتوقع حين أقول ذلك الآن أنه سيأتى من يقول أننى أحرف فى الأصل .. أصل صحيح الدين .. وسيأتى آخر ليقول قولا مختلفا .. اتفاقا أو بدرجة أخرى من الإختلاف.. ذلك شئ طبيعى ..لاختلاف الرؤى ..لاختلاف ما استقر فى الضمير هنا أو هنا من اجابات للأسئلة الرئيسة
سافرت إلى بلاد كثيرة.. ورأيت كما هائلا من الإختلافات .. صدمتنى حين اصطدمت بإجاباتى المستقرة .. ثم شيئا فشيئا تعلمت أن هذا التنوع وهذه الإختلافات ليست سوى منظومة رائعة وغنية غنى الحياة تشبه سجادة بديعة فيها المثلث ..المثمن ..الدائرة.. المربع.. أشكال لانهائية مختلفة.. تتحرك فوق سطح كرة الأرض متناغمة.. متنافرة ..متوافقة ..متزنة ..بعلاقات ..بإيقاع أو نظام هو ذاته ايقاع حركة الزمن.. حركة الحياة
كل انسان منا يبيح لنفسه أن يفعل مالا يبيحه بالضرورةآخر كل أقر لذاته إجاباته الذاتية واستقر إليها
وكلما اتسعت عطايا كرة الأرض أيا كانت إجابة من أتى بها كلما ازدادت مساحات التوافق بين الإجابات المختلفة جذريا أو جزئيا
وكلما ضاقت واستحكمت حلقاتها كلما طفت على السطح فى التنافر بل والصدام الذى يصل حد نفى حق الآخر فى الحياة ذاتها وليس مجرد الحق فى الإختلاف
الجمال فى الأمر أن استقرار هذه الإجابات لا تتم هكذا بالفوضى وإنما بنظام جمالى وروحى يهب صاحبه هذه الطمأنينة التى تمده بالسلام سلام وجوده
والبشاعة فى الأمر حين تتحول كل هذه القيم الجمالية التى استقرت بها هذه الإجابات إلى دوافع لإطلاق رصاص الغدر إلى صدور المختلفين دوافع تعفي أصحابها من الشعور بالذنب إزاء بشاعة فعل النفى والشطب النهائى من الحياة
والحق الذى أريد قوله الآن أو ما أراه حقا هو أن إجابات بعينها تستند إلى الدين أيا كان تفعل ذلك كلما ضاقت واستحكمت حلقات عطايا الطبيعة ولم تفى بحاجات البشر
جميع الإجابات الدينية فعلت وتفعل ذلك بدرجات تبدأ من الإقصاء وتنتهى بالنفى النهائى
الحق أيضا أن ذلك يدار على نحو بالغ الدقة والتنظيم وليس عفويا كما يتبادر أحيانا إلى ذهن المتابع للأحداث
فالدولة الدينية هى فى النهاية تنظيم بالغ الدقة لإقرار إجابات محددة تتسق مع مصالح محددة ترعاها وتحميها وتؤلف قوانين ترسيخها
ومخاطر الدولة الدينية ليست فقط ضد مصالح الأقلية ،ففى الحقيقة جميعنا وبلا استثناء لدينا اجاباتنا المختلفة داخل الدين الواحدوحتى على المستوى الفردى
لا أبالغ حين أقول أن حتى الفرد الواحد لديه اختلافات فى ترتيب إجاباته من لحظة لأخرى وإلا فمن أين سيأتينا الندم أحيانا كثيرة
إنها إجابات تتنافر مع إجابات أخرى كل واحدة منها أقرت الفعل لحظة فعله واستقر صاحبها لحظتها
ثم تحركت وتبدلت فتنافرت وأقلقت ضمير صاحبها وساقته إلى الشعور بالندم
نحن لا نستطيع أن نؤسس لعلاقات متوازنة وعادلة عبر اجابات نسميها دينية وهى فى الحقيقة إجابات فئة محددة بين أطياف لا نهائية من الرؤى داخل الجماعة حتى على كثرتها تحت يافطة الإسلام مثلا
فالنظام القائم فى مصر هو نظام دينى بامتياز هل هناك ماهو أكثر صراحة من دستور يقول أول بند فيه أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريعات والقوانين؟
فى ذات المنظومة إخوان يقال لهم إخوان مسلمون هل لديهم مسودة أخرى للدستور سوى صبغه نهائيا بآليات وقواعد وقوانين إجابات أهل الجزيرة العربية فى زمن مر تشتمل على اختلافات كثيرة متعددة أفضت فى النهاية لأنظمة وقوانين تختلف من منطقة إلى أخرى
وتختلف فى مجملها عن إجاباتها السالفة
هى إجابات أخرى دينية أيضا ما الفرق؟
ألا تطبق ايران الشريعة
هل تطبقها بذات المرجعية التى تطبق بها تركيا شريعتها هل ذات مرجعية جماعة حماس هى ذاتها مرجعية حزب الله
أنا أسوق الذى يبدو فقط على السطح وأما البقية فيعرف المتابع أن الإختلافات فى مصر مثلا تصل إلى أكثر من تسعين فرقة مختلفة
أكرر مرة أخرى أن كل فرقة ليست بالضرورة ثابتة إلى إجاباتها
جماعة الجهاد المصرية ومراجعاتها الأخيرة نموذجا
بل أؤكد أن التناقضات والإختلافات تحدث بين اللحظات والظروف والدوافع المختلفة لدى الفرد الواحد
إجابةالدولة الدينية ليست إجابة عامة فى اعتقادى
لذا أرى أن جذور التناقضات المصرية بين الدولة ومجمل الشعب المصرى مؤسسة فى الأساس على الإجابة الدينية التى نتفق جميعا مهما اختلفنا على احترامها وتقديسها
لكن المشكلة التى أظننا فى سبيلنا لتأملها هى إجابات من منا بالتحديد ؟
ولكل واحد منا اجاباته الخاصة التى تميزه عن الآخر والتى يعتقد صاحبها أنها الأصح والأكثر انضباطا وسلامة واستقرارا
إنها ليست مشكلة الأقلية المسيحية فى مصر فقط وإنما هى مشكلة المصريين جميعا
لقد فهم مهندس الإحتلال العسكرى الأوربى هذه اللعبة وأسس بفضلها دولة ما نزال نختلف على إقرار شرعيتها حتى فى فلسطين المحتلة مايزال الإختلاف قائما وعلى نطاق واسع وبدرجات مختلفة
لماذا نسينا بلفور وأرض الميعاد اسرائيل
فهمها هذا المهندس بالغ الذكاء ودفع المليارات لتأسيس دولة الخومينى الدينية فى ايران
لماذا نسينا أن الخومينى كان محميا فى فرنسا التى تقاسمت مع أمريكا تمويل جيشه فى الداخل الإيرانى وقدمت له كل أشكال الدعم ثم عبأته فى طائرة خاصة فى اللحظة الحاسمة إلى طهران
لماذا نسينا أن بن لادن وكل جماعات الإسلام السياسى التى مولت وسلحت لمحاربة الشيطان فى أفغانستان هى صناعة أمريكية بامتياز
وما خفى كان أعظم
أعتقد أن مهندس سياسة الإحتلال المباشر أو عبر وكلاء محليون قد فهم وهندس هذه اللعبة العبقرية
ينقلب عليها لتقليم أظافرها وترويضها لكنه صانعها بالأساس
والذى لن يكف عن اللعب على أوتار بقائها حتى تؤدى دورها المخطط بمنتهى الدقة
التفتيت/ التقسيم/الجاهزية للإلتحاق بمنظومة السوق وفق المصالح
مصالح الأقوياء
بالفهم
والإبداع
والسلاح
وكل ما من شأنه تحقيق المصالح

هل نراجع ونتأمل الإجابات وتقاطعاتها مع المصالح ولعبة استخدام الدين فى إدارتها وحمايتها
هل ندقق فيمن وراء المصلحة وعلاقتهم الذكية بترسيخ بقائها وتثبيت دعائمها
أستحضر الآن حوار السيد مرزوق مع يوسف فى فيلم البحث عن سيد مرزوق
فيه ناس بيعملو القانون
فيه ناس بيحمو القانون وبيمرروه
وفيه ناس بتنفذ القانون وبتمشى جمب الحيط وناس بيتمردو عليه

هل نتأمل النموذج اللبنانى ونتعلم الدرس قبل فوات الأوان؟

دمتم
ونلتقى

4 comments:

على باب الله said...

جميل قوي المقال ده ،و إن كنت ارفض إعطاء فكرة ( نظرية المؤامرة ) أكبر من حقها لأنها- أولاً - الفكرة المفضلة للأنظمة الدكتاتورية و الدينية على حد سواء .. فكلاهما لا يخطيء و لا يأتيه الخطأ لا من بين يديه و لا من ظهره لكنه يقع ضحية مؤامرات خارجية
ثانياً - لأن العالم الآن ( كله بيتآمر على بعضه ) و القانون لا يحمي المغفلين ، يعني بفرض أن المؤامرات موجودة .. لماذا تنساق و تنخدع بها .. أليس لديك عقل ؟

راجل أديم said...

الغالى
على باب الله
أولا فرحت جدا لما لئيتك هنا

كلامى يا صاحبى مفيهوش التأكيد على فكرة المؤامرة أو إن الأصل فى الخارج
لما ألت الخارج ألت دعم واستثمار
واذا كانت فكرة المؤامرة هيه المفضلة لدى الأنظمة الدكتاتوريه والدينية زى مبتؤول.. فكلامى ويا مش ضد فهمك.. بيفضح كدبها وادعاءاتها الكاذبة بالعداء مع داعميها .. ودى حآيئ مش افتراضات

نعيــ( الامير الصغير )ـــم said...

بس في النهاية الجمهور عاوز كده
يعني اذا تكلمنا على الشعوب العربية فهي مغلوب على امرها

راجل أديم said...

أمير المحبة الجميل
نعيم

بيتهيألى ياصاحبى
لو فيه بديل حئيئى واضح بسيط مش ملغوم بربكة وأخطاء تاريخ من محاولات نهوض الإنسان زى اللى بيشاور عليها صاحبى على باب الله من بعيد/دكتاتورية أنظمة طرحت حلول مليانه كوارث
لو بديل متجاوز ف شوفه أخطاء لو بديل متسلح بإيمان حئيئى بحأ الإنسان ف الحرية والعيش بكرامه الصورة هتتألب
أصدى بالضبط
هتتعدل
كل المحبة يا جميل