Friday, May 28, 2010

"هيا بنا نلعب"


أحب لعبة التزلج أيا كانت على الثلوج على الرمال على الأسفلت
لكنى الأن أريد أن تلعب الجغرافيا اللعبة
ليس هذا حلما ... هى رغبة فى تزليج العالم .. فى تحريك أماكن وبشر إلى أخرى ..لا أحلم حلم يقظة ... إنه عالم واحد ... قرية واحدة فما الضرر فى أن تتحرك حارة إلى أخرى
المسألة ليست صعبه وليست سهلة أيضا
تحتاج فقط لمعرفة ليست متعمقة لعلم الأنثروبولوجيا "علم الإنسان العام" تحتاج أيضا لقدرة ليست خارقة على ترتيب أولويات اللحظة وبعض القدرة على فك الروح من بعض قيودها الصارمه

سأحرك الآن واشنطن لتنزلق إلى مقديشيو ومقديشيو إلى باريس وباريس لقندهار وقندهار لميونخ وميونخ لبريتوريا وبريتوريا إلى هنا "بس على بال م يخلص كاس العالم وبعدين نرجعها"
أحرك لتنزلق تل أبيب إلى غزة وغزة إلى قطر وقطر إلى دارفور ودارفور إلى الرياض والرياض إلى العباسية والعباسية لفلوريدا وفلوريدا إلى الضفة الغربية والضفة إلى الجزائر والجزائر إلى الأزهر والأزهر إلى الفاتيكان والفاتيكان إلى مكة ومكة إلى بيروت وبيروت إلى الرباط والرباط إلى القاهرة والقاهرة إلى الكونغو برازافيل والكنغو إلى دبى ودبى إلى جزر القمر والجزر إلى دمشق ودمشق إلى البحرين والبحرين إلى الكيت كات والكيت كات إلى مسقط ومسقط إلى جربة وجربة إلى الرمادى والرمادى إلى لندن ولندن إلى الشيشان .. و ، و، و
يمكننى أن ألعب اللعبة بشكل آخر
مثلا أحرك لينقلب ترتيب خريطة دول منابع ومصب نهر النيل أولها آخرها وآخرها أولها
أحرك آبار البترول / قناة السويس لأماكن أخرى وتبقى بقية الخريطة كما هى
تعجبنى لعبة التزلج بالفعل وأظنها ستكون أكثر إثارة إذا ما لعبناها على خريطة العالم ..

فقط لأننى أحب الحياة وأحترم الإنسان دون قيد أو شرط وأريد ألا أفقد هذا الحب ...فى زحمة المضللين السياسيين بصفوفهم الكثيرة ومواقعهم المتناثرة على لوحة الشطرنج التى تزعجنى كثيرا
أريد أن أرى العالم بهذه الهيئة الجديده وأعرف ما سيفعله الناس فى هذه التراكيب و الأجواء الجديده
ماذا سيفعل أوباما مثلا لو وجد نفسه فجأة فى الصومال أو فى غزة وهو يكمل خطابه حول الإرهاب
أريد أن أرى كيف سيمضى الإنسان فى رحلته وكيف سيرى قيمته ...خساراته ومكاسبه ...كيف سيتشكل نزوعه الجديد .. كيف ستتغير تقديراته أوحساباته
أخيرا
المتابع لحركة التاريخ لأقل من أربعين عاما فقط سيقول أنها ليست لعبة فالنتائج التى تريد الوصول إليها أيها اللاعب المبهور بلعبة التزلج حدثت بالفعل وبطريقة ما
وإلا
لماذا انقلبت قيمة الجنيه المصرى مثلا من خمسة أضعاف قيمة الريال السعودى إلى نصف قيمة الريال تقريبا
من أربعة أضعاف لقيمة الدولار الأمريكى إلى 1/6 تقريبا "سدس" قيمة الدولار الآن
وإلا
لماذا تمدد الأمن القومى الأمريكى ليصل إلى الخليج العربى وبحر قزوين من أين أتت هذه الدولة العبرية وسط العرب بالتحديد قبل أن نسأل كيف تصبح بلاد ماوراء الخليج العربى حدود أمنها القومى ولماذا انكمش الأمن القومى المصرى إلى حاجز فولازى وعلى الحدود المصرية غير المحمية بقوة قادرة على حمايتها وألف ألف لماذا

أليست هذه انقلابات وتزلجات حدثت فى التاريخ القريب والقريب جدا
والسؤال هل حدثت تزلجات مقابلة فى قيمة الإنسان ... الواقع "ياخويا " يقول إجابته دون لماضة

إنها لعبة انزلاقات واقعية ساحتها الجغرافيا والتاريخ والقيمة

أذكر أن أحد موضوعات كتاب القراءة أو المطالعة فى المرحلة الإبتدائية كان بعنوان
" هيا بنا نلعب "

7 comments:

Haytham Alsayes said...

انتخ

فكرة عميقة وجميلة بذات الوقت
ولكن اذا تأملت ستعرف الحقيقة ان الزمن دوار والله يقول " تلك الايام نداولهابين الناس"

اذا نفهم من هذا الكلام من حركة التاريخ في سقوط الدول والحضارات والامبراطوريات التي غابت عنها شمس التاريخ والحضارة ومن يمتلك زمام التاريخ واساليبه يفهم ثوابت الجغرافيا وتغيراتها

تحياتي لمدونتك الجميلة

Unknown said...

دي إنزلاقات تاريخية أكتر منها جغرافية...الموضوع مش محتاج نغير المواضع الملموسة ده محتاج نغير الأفكار المعنوية الهدامة ، لأن كل الإنزلاقات دي حصلت من الإنسان و للإنسان...و بالتالي كل الأجناس-إلا من رحم ربي-محتاجة إعادة برمجة بحيث تلائم كل الإنزلاقات الفكرية بعضها زي لوحة البازل و تكون وحدة واحدة من غير عيوب أو ثغرات...
لك تحياتي الخاصة جدااااااااااااا...

افروديت said...

خلط جميل جدآ وواقعي ولكن أري ان التزلج لعبه ممتعه وارحم من العاب من يلعبون بالنار..تقبل مروري

راجل أديم said...

"الجميل "هيثم السايس
شكرا من ألبى لروحك الطيبة

بشوفك انته واللى عجبنى فى تفسير الإلهى والإنسانى فى خيارات الخليفه أو الحاكم
هختلف معاك هنا
مش هرد فعل الإنسان صانع التاريخ للإله مباشرة كده
وطبعا مش هدخل فى مواضيع متداخله زى مثلا فكرة "حمال أوجه" واستشهد ب "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم
هكتفى بشوفك المستنير فى مدونتك لفهم الفعل الإنسانى والحاكم والمحكومين
وهفتكر وياك جهد العلامه العظيم جمال حمدان فى فهم جدل الجغرافيا والتاريخ

شكرا م الألب للطله الجميله


..---------- ..

"الغالى "حسنى محمد

جميل أوى لمة الشوف دى يا عبقرى
بيعجبنى أوى الدماغ اللى بتئدر تلم الحاجات مع بعضها وبتخرج منها بفكر مُبدع

دايما بإبداع ياصاحبى

راجل أديم said...

"الجميلة "أفروديت

عندك حأ واللهى

شكرا من ألبى للطلة اللطيفة وانشالله دايما منوره

عايشه للإسلام said...

كويس انك بخير ولسه منور الدونيا
==

راجل أديم said...

"الجميله "جيلان
"حياه"
الدنيا منوره بيك ياجميله
شكرا م الألب على كرم ولطف اهتمامك
وطلتك الغاليه