Wednesday, August 4, 2010

لمن يعضه الأمر


ما أجملك ..يا أنت..أيها البائس .. المكابد..الضائع..الوحيد..المزحوم بالوَش..القديم جدا..ملتقط الثمار كالقرد ..الزارع كأوزوريس..صائد الوحوش والضوارى ..الصانع المكتفى كغاندى..ساكن الكهوف.. وناطحات السحاب..ممتطى البغال وصواريخ الفضاء ..عابد الأوثان والآلهة..جميع الآلهة
أنت يا من أطلقت أمك سراحك للدنيا لتولد أينما ووقتما أردت
أنت يامن تموت وتولد فى كل يوم ..فى كل خطوة .. فى كل حلم
أنت يامن لاتحلق بجناحين فى الهواء ولا بزعنفتين فى الماء
يامن تحمل جسدك على كفى روحك وتحلق هكذا فى الملكوت واقفا ..جالسا ..ونائما..هذا قدرك

فى الجزيرة.. وسط الماء..على مهل تطلع النباتات..على مهل تشيخ..تنحنى ..وتموت.. وحينما يغمرها الماء على مهل تطلع ثانية للنور من التراب والماء..تولد
لكنك فى كل خطوة تموت لتولد ..هذا قدرك

أنت على طرف عتمة منتهى.. فلماذا تخاف
خوفك يحجب نورا على طرف بدء
لا تخف
حلفتك بنبيك م تخاف .. واحفظ هذه المأثورة عن العبد الفقير إلى ربه
"على طرف عتمة كل نهاية ..نور بدايه"

لمن يعض الأمر

الزم حبسك وموتك الإختيارى "كلبش فيه" حتى لا يفلت منك رغما عنك
صحيح أنه فى الخارج..خارج عتمتك سيمضى الليل وسيطل نور الصبح..وسترفرف الطيور وسيتدفق ماء النهر والناس ستخرج من صناديقها وستحب وستكره وستلد وستولد ..و الأرض لن تتوقف عن دورانها ..الأشياء ستمضى لمصائرها ووحدك ستأكلك عتمتك ..عتمتك الإختيارية
---------------
رأس التين ..الإسكندرية 3-8-2010