
حينما شاهدت هذه الصورة بين عشرات الصور لأنفاق العزيزة على قلوبنا غزة
تذكرت أنفاق حرب العصابات الفيتنامية بقيادة البطل الشعبى الفيتنامى هوشى منه
والتى انتهت بهزيمة القوة الضاربة فوق سطح كوكب الأرض (أمريكا)وسحق همجيتها وإجبارهاإلى الإنسحاب الذليل بإيمان شعب قليل وفقير لكنه غنى بإبائه وشموخه وعزته
لم يحفر الفيتناميون أنفاقا إلى بلدان تجاورهم سعيا وراء تربح من تجارة، حفروها صوب معاقل الإحتلال الذى بدا للجميع أنه من أبعد المستحيلات أن يتزحزح سنتيمترا واحدا عن أرض فيتنام
اختار الفيتناميون المقاومة وهم يعرفون أثمانها الباهظه ، وهم يثقون أيضا فى قدرتهم على استعادة وطنهم السليب
حرب تحرير شعبية طويلة الأمد تنتهج حرب العصابات الخاطفة المباغته
اقتصاد حرب تكتيكا حتى تنتهى الحرب بالنصر يعاد النظر فى بنائه حالة التحرر على نحو يكفل
للمواطن الفيتنامى حاجته وكرامته

من حماس؟
هى بالتأكيد إحدى مكونات الطيف السياسى الفلسطينى
وقد اختارها الشعب الفلسطينى بالإنتخاب السرى الحر دون تزييف
أقالها "محمود عباس" أبو مازن
من هذا ال أبو مازن؟
هو رئيس السلطة الوطنيه الفلسطينيه بالإنتخاب السرى الحر دون تزييف
ولماذا يقيلها وهى اختيار الشعب الفلسطينى؟
لأنه وفق الدستور الفلسطينى يحق للرئيس إقالة الحكومة حين يرى تعارض سياساتها مع مصلحة الوطن
ولماذا تعترض حماس على الإقالة طالما هى جزء من الشرعية التى أتت بهاأصلا؟
الإجابه عند حماس وعند الشعب الفلسطينى
كيف تفرض حماس سلطة بالقوة بمخالفة دستور ارتضته ودخلت السباق السياسى على السلطة على أساسه؟
الإجابه عند حماس وعند الشعب الفلسطينى
قبل أن يبدأ هوشى منه المقاومه كان همه الأول هو صف الشعب الذى سيقاوم
كان همه الأول هو كيف سيبقى شعبه الذى سيقاوم مكتفيا اقتصاديا/ اقتصاد الحرب
كان همه الأول تثبيت عقيدة قتال واحدة هى التحرر
.كانت الأنفاق تحفر لتصل لقلب القواعد
من تحت الأرض كان يخرج المقاوم أو الجن الفيتنامى لقلب أعتى القواعد كان هذا الجن صبيان وبنات ونساء ورجال وشيوخ فيتناميون لم يكن هناك سوى فيتناميون لا حماس ولا فتح ولا اخوان الصفا ولا المروه، فيتناميون كانو يخرجون كالجن من منتصف القاعدة يفجرونها عن آخرها ويعودون من حيث أتو
لم تحفر الأنفاق لإدارة اقتصاد السوق التى تواصل جيوش رأس المال الدولى تدعيمه فى كل البلدان
اندهش صديقى مرة حين قرأ فى احدى الصحف خبرا عن معونه خاصة بالبنية التحتية للطرق والكبارى
لم يدر بخاطره أنها طرقهم وكباريهم
أنها تهيئة بنى أسواقهم التحتية لتسريع تدويل سلع الركود
فلماذا تتحول وجهة أنفاق المقاومين إلى حيث السوق وليس إلى حيث العدو
هل الأنفاق جزء من مهمة حماس لتسريع التدويل
وإذا كانت جماعة حماس لا تعرف اقتصاد الحرب كغاندى أو هوشى منه أو ماو فلماذا اختارت أن تحتل غزة بزريعة المقاومة؟


ولماذا حفرت الأنفاق للإختباء فقط وحدود علمى أن نفقا واحدا لم تحفره حماس صوب وجود قوة محتل تقاومه.. تدعى أنها تقاومه
يبدو لى أن التخلى عن اقتصاد الحرب
أو تهيئة وتكييف كل الممكنات الذاتية للصمود فى المقاومة لاستكمال شوطها الطويل
هو تخل واضح وأكيد عن خيار الحرب أو المقاومة
وأظن أن خيار المقاومة مع غض الطرف عن الجاهزية لها واستبدالها بالإلتحاق الدؤوب بالسوق حتى ولو كان الطريق من تحت الأرض
هو تأكيد على الوجهة التى تستهدفها جماعة حماس
ليس هذا فقط
وإنما تصدير فكرة المقاومة لآخرين وبالتأكيد ليس سوى مصر
إذن المقاومة خيار حماس
وعلى مصر أن تفعل
أصبحت حماس حكومة مصرية عن بعد تقرر لها أن تقاوم وإلا فهى عميلة وخائنة
لسياسات حماس المقاومة الإسلامية
أليس هذا مضحكا؟
وتصبح مصر حين تبنى سورا حتى ولو من النار على حدودها خائنة للقيادة المصرية عن بعد حماس الإسلامية العربية المتحدة
لست هنا للدفاع عن سياسة النظام المصرى
فلست مع سلام مع محتل لايزال يبنى يوميا مستوطنات الإبادة والتشريد والتوسع
لست أؤمن بسلام مع غاصب
الأنفاق إلى مصر إذن صارت مقاومة حماس
ولتبن اسرائيل ما شاءت من مستوطنات وليتشرد من يتشرد
يبدو لى أن حماس تصون سرا أمن اسرائيل طالما لم تحفر نفقا للمقاومه صوب حدودها مع غزة ذلك بافتراض أن غزة حرة وليست تحت الإحتلال
كدت أنسى أن غزة والضفه وكامل التراب الفلسطينى قيد الإحتلال
ويبدو أن هذا ماجاءت حماس لتفعله
فكرت الآن فى دولة غزة ودولة الضفة ودولة اسرائيل
أليس هذا هو جزءمن طيف كوندليزا رايس ، الشرق الأوسط الجديد مفتتا مكسور الإرادة سهل التطويع والإندماج فى سوق رأس المال الكبير

أخيرا هل تقود حماس وكافة جماعات الإسلام السياسى فى المحيط الإقليمى وفى الداخل المصرى دور تفتيت الشقيقة الكبرى برجرجة هيبتها و وتمهيدها لتتفتت هى الأخرى
بينما يتم تفتيت امتدادها الجغرافى والتاريخى فى السودان على قدم وثاق،
ربما يكون ذلك واحدا من سيناريوهات كثيرة محتملة تجرى وفق تنظيم دقيق للغاية يستهدف تطويع كامل منطقة الشرق الأوسط وفق مصالح الكبار ولا يبقى لتسمية أدوار أؤلك وهؤلاء هنا أو هناك من قادة الجماعات أو الأحزاب إلابالوكلاء المدللين والوكلاء المغضوب عليهم ،كل حسب موقعه من الخطط الزمنية لتنفيذ السيناريو بحذافيره
هل يتوحد الفلسطينيون حول عقيدة التحرر ويذوب الواحد حمساويا فتحاويا مسيحيا مسلما فى الكل الفلسطينى وهل يصبح التحرر هدفا واحدا للجميع؟
هل نفيق؟
دمتم
ونلتقى